منتدى شبابي عراقي
اهلا وسهلا ومرحبا بضيوفنا الكرام

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شبابي عراقي
اهلا وسهلا ومرحبا بضيوفنا الكرام
منتدى شبابي عراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصوم

اذهب الى الأسفل

الصوم  Empty الصوم

مُساهمة  ام الحسن .كوووم الإثنين أغسطس 09, 2010 10:25 am

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ياتي الصوم في الدرجة الثالثة من الاهمية في تزكية النفس فمن الشهوات العاتية التي يمكن ان تحرف الانسان شهوتا البطن والفرج و الصوم تعويد للنفس على التحكم بهاتين الشهوتين ولذلك كان عاملا مهما من عوامل تزكية النفس واذا كان الصبر من ارقى مقامات النفس فالصوم تعويد للنفس على الصوم ولذلك ورد في الحديث (( الصوم نصف الصبر )) وقد جعل الله الصوم وسيلة لتحقق بمقام التقوى قال تعالى ( ياءيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) والتقوى هي مطلب الله من العباد وهي تساوي تزكية النفس قال تعالى ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها )

اسباب الصوم وشروطه الباطنة

قال الامام الغزالي - رحمه الله -

اعلم ان الصوم ثلاث درجات : صوم العموم , وصوم الخصوص, وصوم خصوص الخصوص.
اما صوم العموم : فهو كف البطن و الفرج عن قضاء الشهوة
واما صوم الخصوص : فهو كف السمع والبصر و اللسان و اليد والرجل وسائر الجوارح عن الاثام
واما صوم خصوص الخصوص : فصوم القلب عن الهمم الدنية والافكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله عز وجل و اليوم الآخر و بالفكر في الدنيا إلا دنيا تراد للدين
فان ذلك من زاد الاخرة وليس من الدنيا وهذه رتبة الانبياء والصديقيين و المقربين ولا نطول النظر في تفصيلها قولا ولكن في تحققها عملا فإنه إقبال بكنه الهمة على الله عز وجل و انصراف عن غير الله سبحانه وتعالى وتلبس بمعنى قوله تعالى ( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون )

واما صوم الخصوص : وهو صوم الصالحين فهو كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة امور

الاول : غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر الى كل ما يذم و يكره و الى كل ما يشغل القلب و يلهي عن ذكر الله عز وجل قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : (( النظرة سهم مسموم من سهام ابليس -لعنه الله- فمن تركها خوفا من الله آتاه الله عز وجل ايمانا يجد حلاوته في قلبه ))

الثاني : حفظ اللسان عن الهذيان و الكذب و الغيبه و النميمة والفحش و الجفاء و الخصومة و المراء وإلزامه السكوت و شغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن فهذا صوم اللسان وقد قال سفيان : الغيبة تفسد الصوم رواه بشر بن الحارث عنه وروى ليث عن مجاهد : خصلتان يفسدان الصيام : الغيبة و الكذب قال ( صلى الله عليه سلم ) : (( إنا الصوم جنة فإذا كان احدكم صائما لا يرفث ولا يجهل وإن امرؤٌ قاتله او شاتمه فليقل إني صائم اني صائم ))

الثالث : كف السمع عن الاصغاء الى كل مكروه لان كل ما حرم قوله حرم الاصغاء اليه ولذلك سوى الله عز وجل بين المستمع وآكل السحت فقال : ( سماعون للكذب أكالون للسحت ) وقال : (ولولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت) فالسكوت على الغيبه حرام قال تعالى : ( إنكم إذا مثلهم )

الرابع : كف بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره و كف البطن عن الشبهات وقت الافطار فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال ثم الافطار على الحرام فمثال هذا الصائم مثال من يبني قصرا ويهدم مصرا فإن الطعام الحلال إنما يضر بكثرته لا بنوعه فالصوم لتقليله و تارك الاستكثار من الدواء خوفا من ضرره إذا عدل عن تناول السم كان سفيها و الحرام سم مهلك للدين و الحلال دواء ينفع قليله و يضر كثيره وقصد الصوم تقليله وقد قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : (( كم من صائم ليس له من صومه الا الجوع و العطش )) فقيل : هو الذي يفطر على الحرام و قيل : هو الذي يمسك عن الطعام الحلال و يفطر على لحوم الناس بالغيبة وهو الحرام , وقيل : هو الذي لا يحفظ جوارحه عن الآثام

الخامس : أن لايستكثر من الطعام الحلال وقت الافطار بحيث يمتلئ جوفه فما من وعاء أبغض الى الله هز وجل من بطن ملئ من حلال وكيف يستفاد من الصوم قهر عدو الله و كسر الشهوة اذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره وربما يزيد عليه الوان الطعام ؟ حتى استمرت العادات بأن تدخر جميع الاطعمة لرمضان فيؤكل من الاطعمة فيه مالا يؤكل في عدة اشهر ومعلوم ان مقصود الصوم الخواء و كسر الهوى لتقوى النفس على التقوى وإذا دفعت المعدة من ضحوة نهار الى العشاء حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثم أطعمت من اللذات وأُشبعت زادت لتها و تضاعفت قوتها و انبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها فروح الصوم وسره تضعيف القوى التي هي من وسائل الشيطان في العود الى الشرور ولن يحصل ذلك الا بالتقليل وهو أن يأكل اكلته التي كان يأكلها كل ليله لو لم يصم بل من الادابان لايكثر النوم بالنهار حتى يحس بالجوع و العطش ويستشعر ضعف القوى فيصفو عن ذلك قلبه ويستديم في كل ليلة قدرا من الضعف حتى يخف عليه تهجده و اوراده فعسى الشيطان ا ن لايحوم على قلبه فينظر الى ملكوت السماء و ليلة القدر عبارة عن الليلة التي ينكشف فيها شيء من الملكوت ( اي من عالم الغيب ) وهو المراد من قوله تعالى : ( انا انزلناه في ليلة القدر ) ومن جعل بين قلبه وبين صدره مخلاة من الطعام فهو عنه محجوب ومن اخلى معدته فلا يكفيه ذلك لرفع الحجاب ما لم يحل همته عن غير الله عز وجل وذلك هو الاكر كله ومبدأ جميع ذلك تقليل الطعام

السادس : ان يكون قلبه بعد الافطار معلقا مضطربا بين الخوف و الرجاء اذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين او يرد عليه فهو من الممقوتين ؟ وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها فقد روب عن الحسن بن ابي الحسن البصري انه مر بقوم وهم يضحكون فقال : ان الله عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا و تخلف اقوام فخابوا فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون
قال ابو الدرداء يا حبذا نوم الاكياس و فطرهم كيف لايعيبون صوم الحمقى وسهرهم ولذرة من ذوي يقين وتقوى افضل وارجح من امثال الجبال عبادة من المغترين ولذلك قال بعض العلماء : كم من صائم مفطر وكم من مفطر صائم

وقد قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (( ان الصوم أمانه فليحفظ أحدكم امانته ))

تقبل الله منا ومنكم الصيام و القيام وثبتنا في رمضان وفيما بعده

لا تنسونا من صالح دعائكم

تحياتي

ام الحسن .كوووم
ام الحسن .كوووم
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 237
نقاط : 554
تاريخ التسجيل : 21/07/2010
العمر : 34
الموقع : بغداد الحبيبة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى