هكذا كانوا

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الاصمعي (رضي الله عنه ) سمعت شابا يقول هذه الابيات
الا ايها المقصود في كل وجهة شكوت اليك الضر فارحم شكاتي
الا يارجائي انت تكشف كربتي فذهب لي ذنوبي كلها و اقضي حاجتي
اتيت باعمال قباح رديئة وما في الورى عبد جنى كجنايتي
اتحرمني النار ياغاية المنى فاين رجائي ثم اين مخافتي ؟

ثم سقط مغشيا عليه فدنوت منه ...... فاذا هو زين العابدين ابن الحسين بن علي ( رضي الله عنهم اجمعين ) فرفعت راسه في حجري و بكيت فقطرت دمعة على خده فقال : من هذا الذي يهجم علينا ؟؟
فقلت : عبدك الاصمعي سيدي .... ما هذا البكاء و النحيب وانت من اهل بيت الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) و الله يقول :
(( ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ))
فقال : هيهات هيهات ان الله تعالى خلق الجنة لمن اطاعه ولو كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرا قرشيا
ثم قال : اليس الله يقول (( فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ))
اليس الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( اني لاخوفكم من الله و أشدكم له خشية )
ثم قال وهو يبكي : انسيت يا هذا ان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لابنته فاطمة (رضي الله عنها ) : ( اعملي فاني لا اغني عنك من الله شيئا )

وان الصديق كان يقول : ( لو كانت احدى رجلي في الجنة و الاخرى على بابها ماآمنت من مكر الله )

وان عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) كان يخاف من لقاء الله خوفا شديدا وكان دائم البكاء لدرجة انك ترى على وجهه خطين اسودين من كثرة انحدار الدموع و كنت تشم من فمه رائحة الكبد المشوي و كان يقول : ( ليت امي لم تلدني ) و ( ليتني شعرة في صدر ابي بكر )

وان عمر بن عبد العزيز ( رضي الله عنه ) كان يجمع الفقهاء فيتذاكرون الموت و القيامة ثم يبكون حتى كأن بينهم جنازة .... وجائته مولاة له فقصت عليه انها رأت في المنام كأن الصراط قد مد على جهنم وهي تزفر على اهلها و ذكرت انها رأت رجالا يمرون على الصراط فأخذتهم النار ثم قالت : ورأيك يا امير المؤمنين قد جيء بك فوقع مغشيا عليه وبقي زمانا يضطرب و هي تصيح في اذنيه : رأيتك و الله قد نجوت

ولكي لاتيأس من رحمة الله إليك الاحاديث هذه :

ورد في حديث قدسي ان الله تعالى قال : (( و انا ارحم بعبادي من الوالدة على ولدها ))

وعن انس ( رضي الله عنه ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : (( قال الله تعالى : يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي ..... يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ...... يا ابن آدم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني ولا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة ))

فأكثر من الاستغفار لما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه كان يقول في المجلس الواحد مائة مرة (( رب اغفر لي و تب علي انك انت التواب الرحيم ))

ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) : (( سيد الاستغفار ان يقول العبد : اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ))

وقل ما امر الرسول ( صلى اله عليه وسلم ) ابا بكر ( رضي الله عنه ) ان يقوله : (( اللهم اني ظلمت نفس ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني انك انت الغفور الرحيم ))

وقل مع الراجي عفو ربه
يارب ان عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بان عفوك اعظم
ان كان لا يرجوك الا محبين فمن الذي يدعو و يرجو المجرم
ادعوك رب كما امرت تضرعا فلئن رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي اليك وسيله الا الرجا وجميل عفوك ثم اني مسلم


حتى تصلك هذه الاشارات من هذه الابيات
قل للذي ألف الذنوب و اجرما وغدا على زلاته متندما
لا تيأسن من الجميل فعندنا فضل ينيل التائبين تكرما
يا معشر العاصين جودي واسع توبوا ودونكم المنى و المغنما
لاتقنطوا فالذنب مغفور لكم انى الجدير بان اجود و ارحما

وكن مستعدا كبلال ( رضي الله عنه ) فقد روى انه عندما كان يحتضر كانت ابنته تبكي وتقول : و أبتاه وا كرباه وا حزناه وعندما انتبه وهي تقول هذا الكلام زجرها ثم قال : لا تقولي ذلك لا كرب على ابيكِ بعد اليوم ... اليوم نلقى الاحبة ... محمدا و حزبه

وكن محبا للقاء الله تعالى فقد روي في الحديث : (( من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ))

ولا تنسى انك في خير الشهور و ان العبد الصائم له دعوة لا ترد فألح في الدعاء و الاستغفار عسى الله ان يستغفر لك ويرحمك ويجعلك كبلال بأستعداده وكزين العابدين في خشيته من الله

ولا تنسونا من الدعاء

تحياتي

تسلمين ياورده على هالتميز الحلو

الله يسلمك

نورت الموضوع بوجودك

تحياتي